رونالدو الرابح الأكبر

 

 

رونالدو الرابح الأكبر

5 يناير 2023
د.محمد مطاوع

 

 


 

قبل عدة أسابيع، وفي نفس هذا المكان، كتبت مقالة بعنوان رونالدو أكثر حاجة ل (النصر) وحينها لم تكن الصفقة قد اختمرت، وكثر الكلام حولها خاصة مع نفي رونالدو لكل ما أثير حولها خلال كأس العالم ووصفه له ب "مجرد أكاذيب".


واليوم، نعود للحديث عن ذات الموضوع، بعدما ثبت بما لا يدعو للشك، أن كريستيانو رونالدو هو المستفيد الأكبر من الليلة الفريدة التي أرادها النصر ساحرة وعالمية واستثنائية، تعيدنا لاحتفالات التقديم الكبيرة التي افتقدناها منذ مدة طويلة، ولم يخترقها سوى حفل أعلان ليونيل ميسي لاعبا لنادي باريس سان جيرمان نظرا لأهمية الحدث وعالميته.

مهما قلنا عن فوائد نادي النصر والكرة السعودية من الصفقة، فإنه لن يعادل مكاسب استفادة كريستيانو رونالدو بحد ذاته، والأمر لا يتعلق بالمال فقط وإن كان هو محور الحكاية، ولكن بما شاهدناه من شغف وعشق لهذا النجم الكبير بين جمهور عرف بالعالمي، ويطمح بأن يعود مرة أخرى لمكانته التي يستحق، فكان الحفل الذي يتناسب تماما مع هذا النجم، والذي أعاده لواجهة العالم، ونقل إلى مختلف القارات على الهواء مباشرة، ومنح رونالدو أكثر بكثير مما توقع، ليعيد له ذكريات ذلك الحفل الذي أقامه ريال مدريد للإعلان عن صفقة القرن بنقله من اليونايتد إلى الملكي.

كل شيء سار بدقة متناهية، الاستقبال عند مدخل ملعب مرسول بارك، الدخول إلى المؤتمر الصحفي، حديث رئيس نادي النصر، وكلمات كريستيانو رونالدو التي بررت قبوله الصفقة وتفضيله للنصر على الكثير من الأندية، ومن ثم حديث المدرب الذي اعتبر كريستيانو أكثر من مجرد لاعب وأكد أنه سيتشارك معه الخبرة وليس لديه ما يعلمه له، وصولا إلى سحر الملعب وهتافات الجماهير، وتقديم عائله رونالدو في استعراض عاطفي، طغى على كل المشاعر، وقرب كريستيانو بشكل أكبر من قلوب الجماهير التي لم تهدأ  طيلة الحفل.

أجزم تماما أن كريستيانو لم يكن بهذه السن، وبعد التخبط الكبير بطريقة خروجه من مانشستر يونايتد وتصرفاته في كأس العالم، ليحطى بربع ما شاهده في السعودية، وأعتقد أن هذا الترحيب الاستثنائي، غير دوافع الدون كثيرا، وجعله يشعر بالتقدير والاحترام الذي افقتده مع الشياطين، وحتى مع منتخب بلاده بعدما خرجت حملات إعلامية تطالب بجلوسه على مقاعد الاحتياطيين، وهي صفحة جديدة أعتقد أن كريستيانو سيفتحها في طريق العودة للتألق والنجومية، واستعادة مكانته كقدوة للأجيال، والتعلم من المكان والثقافة الجديدة، والاقتراب أكثر من الجماهير التي افتقد محبتها، واللعب بحرية أكثر، وقد نشاهد رونالدو جديد بأداء جماعي وتفضيل مصلحة الفريق على نفسه، ورد الجميل الكبير لنادي النصر، الذي أعاده لواجهة العالمية من جديد.

 

إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان