هل يخطف الدوري المصري صفقات أوروبا؟

 

هل يخطف الدوري المصري صفقات أوروبا؟

5 يناير 2023
محمد القاضي
 
 

 
 
 
"لا نختلف في ريادة الرياضة المصرية على مستوى الوطن العربي وقارة إفريقيا، في مختلف الألعاب الرياضية، سواء الجماعية أو الفردية، لأن مصر صاحبة أول لجنة أوليمبية على هذه المستويات، بجانب إنشاء أول اتحاد للكرة، ثم إقامة وبناء الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" على الأراضي المصرية، وأخيراً تكوين الاتحاد العربي لكرة القدم في القاهرة.

هل أصبح من المنطقي أن يتم التعاقد مع الصفقات الجديدة من دول أوروبا المختلفة بالمبالغ المالية الكبيرة التي يتم تسديدها بالعملة الصعبة، والتي كان آخرها الثنائي الغاني عبد العزيز يعقوبو، من نادى ريو أفي البرتغالي، والتونسي محمد الضاوي "كريستو" لاعب النجم الرياضي الساحلي التونسي، واللذين سيحجزان المكان الثابت في التشكيل الأساسي للنادي الأهلي على حساب لاعبين مصريين، ومن قبل الإثنين الجنوب إفريقي بيرسي تاو، القادم من الدوري الإنجليزي، وما يزال يعانى من كثرة الإصابات.

وقد تكون المستويات متقاربة بين لاعبي النادي الأهلي من الناحية الفنية، ولكن التنفيذ الخططي في الملعب يتخلف تماماً عما يطلبه المدير الفني كولر في التدريبات، لذلك أصبح اللجوء إلى اللاعب الأجنبي ضرورة حتمية للمنافسة بقوة على جميع البطولات التي يشارك فيها، لكن الإدارة لم تصل إلى معرفة سبب نزول هؤلاء اللاعبين من أوروبا واللعب في مستويات فنية أقل حتى على المستوى التنافسي، أو حتى مجرد البحث عن عروض من أندية أكبر في الدوريات الأوروبية المختلفة.

الإجابة لمن لا يعرف أن حجم الضرائب المفروضة على هؤلاء اللاعبين في أوروبا مكن الممكن أن تصل إلى 40 في المائة من إجمالي الدخل السنوي، وهو مبلغ كبير على اللاعبين الأجانب في تلك الدوريات، وأصبح الحل الذهاب إلى الدرجات الأقل التي تتحمل فيها الأندية نسبة الضرائب المفروضة على العقود، مثلما يحدث في الدوري المصري منذ عدة سنوات، بخلاف عدم قدرة هؤلاء اللاعبين أجانب عن إيجاد العرض الإحترافي المالي الكبير الذي يجبرهم علي البقاء في أوروبا، لأنها الرغبة الأولى للنجوم الأفارقة المحترفين، الاحتراف في أكبر الدوريات العالمية.

قطاع الناشئين في جميع الأندية المصرية يتم الصرف عليه من خزائن الأندية لكي يستطيع تصعيد أكثر من لاعب واحد في الموسم إلى الفريق الأول، سواء للاحتراف الخارجي وتحقيق الاستفادة المالية العالية، أو للتسويق المحلي من خلال الخروج على سيبيل الإعارة والعودة من جديد بخبرة اللعب في الدوري الممتاز، وهذا لا يحدث على أرض الواقع، حيث أن التفكير الدائم في اللاعب الجاهز من كافة النواحي وعدم الصبر على اللاعب الصغير، خوفاً من غضب الجماهير، خصوصاً وأن اللاعب في الدوري المحلي يحصل على أرقام فلكية لا تضاهى ما يقدمه على أرضية الملعب.

السؤال الذى يطرح نفسه بقوة كيف تكون دولة كبيرة بحجم مصر، يتخطى عدد السكان فيها حاجز الـ110 مليون نسمه، تعانى من نقص حاد في العديد من المراكز داخل حدود المستطيل الأخضر، بداية من مركز رأس الحربة الصريح، ثم الظهير الأيمن والظهير الأيسر، مما يؤكد أننا نواجه أصابع خفية تسعى لتدمير الكرة المصرية من منبع المواهب، من قاع الهرم الرياضي وليس من قمته.
إرسال تعليق (0)
أحدث أقدم

اعلان